«دعوة إلى عالم الطفولة ♥»

قال ياسر حارب ذات يوم:

«اختيار المغرد لصورته على تويتر يخبرك غالبا عمّا يريد أن يكون وليس عمّا هو عليه حقيقة»

فتأملت صورتي، و وجدت أنني أتنقل بين صور مختلفة لمراحل طفولتي!

ورأيت أن هذا صحيح جدًا، فأنا حقًا أريد أن أكون طفلة..

عندما كنا أطفالًا، كانت الحياة أجمل بكثير..

ويقول البعض أن هذا يرجع إلى عدم رؤيتنا لصورة الحياة كاملة

يقولون بأن نظرتنا كانت ضيقة جدًا، ومنحصرة في عالمنا الخاص يومها

حسنًا، وإن كان كذلك..

ماذا أفادتنا الرؤية الواسعة للعالم؟

ها نحن الآن، كلٌ يعيش حياته..

متخبطين، لانعرف ماذا نريد، أو ماذا نفعل

بينما في الأمس، عندما سألتك ماذا تريد أن تكون؟

أجبتني بكل ثقة: أريد أن أصبح حلاقًا!

لم تفكر يومها في أن هذه المهنة لن تدّر عليك أموالًا طائلة لتتمكن من العيش بالرغم من غلاء المعيشة

لم تفكر يومها فيْ: ماذا سيقول الآخرون عني؟

وتلك الفتاة أيضًا، أخبرتني أنها تريد أن تصبح طبيبة !

كانت واثقة جدًا من حلمها، بل متحسة له أيضًا..

لكن ما الذي حصل؟

كبرت وشاهدت الصورة الكاملة..

صورة الأنثى التي تصبح طبيبة، وتضحي بالكثير

رأت الرجل الذي يمنع زوجته وبناته من دراسة الطب، لكنه لن يسمح لهن بالعلاج إلا لدى طبيبة

نعم! نحن هكذا..

عالم مليء بالمتناقضات، والأمور الغير منطقية

عندما كنا أصغر، كانت أحلامنا أكبر..

كنا نؤمن بالنهايات السعيدة، نؤمن بأنفسنا

كنا نفترض الخير في الآخرين

كنا ننام مبكرًا، ونستيقظ مبكرًا

كنا نفرح بالهدايا البسيطة، ولا نفكر كم يبلغ ثمنها، أو من أي ماركة هي!

كنا نفرح بالعيد، نفرح بالمدرسة

اذًا، ما العيب في أنني أريد أن أصبح طفلة مرة أخرى؟

دعوة لي، ولكم جميعًا بأن نصبح أطفالًا من جديد..

أن نسامح الآخرين، ونعود للعب معهم في اليوم الآخر وكأن شيئًا لم يكن

أن نحقق أحلامنا دون التفكير فيما سيقوله الآخرون

أن نفرح بأبسط الأمور

أن نندهش من رؤية فراشة تطير في الجو!

أليس جمال الحياة في النهاية ،يكمن في تفاصيلها؟

لانتهرَ طفلًا، وتخبره بأن يكبر ويتوقف عن كونه طفل..

لاتستهزئ بأفعال أصدقائك الطفولية

لاتكف يومًا عن اللعب والاستمتاع بوقتك كما كنت طفلًا

هل تذكرون كل تلك الرسومات الغير متقنة التي كنا نرسمها ذات يوم؟

هل كنا نخجل من وجود خطوط غير متناسقة بها؟

هل كنا نهتم بجمال خطنا حينها؟

بالعكس، كنا نفتخر بها، وكنا نكتب لمن نحبهم

كنا نفتخر بأعمالنا مهما كانت بسيطة وصغيرة..

لذلك يا أصدقائي..

دعوة لكم بأن تكونواأطفالًا، وتحققوا أحلامكم

وتتعاملوا بأخلاق الأطفال!

٧‫-‬٧‫-‬٢٠١١

٧٥‫:‬٤ مساء

هذا المنشور نشر في خواطر. حفظ الرابط الثابت.

6 Responses to «دعوة إلى عالم الطفولة ♥»

  1. صدقتِ يا سندس !
    أعتقد أننا بحاجة لأن نكون أطفالاُ كبارًا …
    و حسب وصفكِ للأطفال ؛ فيبدو أنني لازلتُ أحمل في قلبي كثيرًا من طفولة … ! D=

  2. أروى كتب:

    دعوةٌ للطفولة، هي دعوةٌ للحياةِ!
    أنا معكِ، .. ❤

  3. عنود الزعراني كتب:

    ايام الطفولة رائعة..وايام “النضج” أروع .. او على اقل تقدير لكل روعته !
    عندما كنا أطفالا كانت هنالك امور بسيطة وكثيرة تفرحنا وتسعدنا ..قد نكون قد فقدناها الآن
    عندما اصبحنا كبارا وجدنا هنالك امور اخرى كثيرة قد يكون بعضها اكثر تعقيد..الا انها تفرحنا وتسعدنا اكثر

    عندما كنا اطفالا لم نكن نعي المتناقضات المريضة التي تحيط بنا
    عندما اصبحنا كبارا ادركنا هذه المنغصات..و ادركنا ايضا اننا قادرين على ازالتها !

    عندما كنا اطفالا كنا نعتقد اننا أبطال سنغير العالم..لكن لم نفعل شيء سوا لبس “المنشفة” حول اعناقنا واطلاق الصرخات العالية !
    عندما أصبحنا كبارا ادركنا اننا فعلا قادرين على احداث تغيير ..فقط اذا اخترنا ذلك

    اشتاق الى ايام طفولتي حين كانت كل اهتماماتي بسيطة : لعب ،رؤية صديقاتي ، اندهاش بكل ما هو حولي ، مقالب في الاخرين..الخ
    لكني اقدر ايامي هذه. حين تعلمت المفاهيم “المعقدة” . أيامي التي اخترت فيها ان أناضل. الايام التي اخترت فيها ان اضع بصمة

    شكرا لقلمك المبدع سندس، شكرا لأيام طفولتي، شكرا لأيام شبابي….والله يستر من أيام الشيب P: !

  4. عنود الزهراني* كتب:

    الزهراني* تصحيح !

  5. د.سمر كتب:

    يمكننا أن نختار بين أن نكبر فتصغر أحلامنا أو أن نكبر لنحقق أحلام الطفولة !
    يمكننا أن نقرر الجمع بين براءة الطفولة وحكمة الشياب ونحن شباب!
    يمكننا أن نفرح بتلك الأشياء التي تسعد الأطفال بينما نحن نعمل عمل الكبار
    أحببت التدوينة جدا ..سلمت يداك 🙂

  6. ورقة خضضراء ابرار صديقتك ايام الثانوي ::) كتب:

    أيام الطفولة حلم لا تشبهها اﻷ البدايات.

أضف تعليق